ولد البحتري بب
منبج من اعمال
حلب في سوريا، و نشأ في قومه الطائيين فتغلبت عليه فصاحتهم ، تتلمذ لأبي تمام و أخذ عنه طريقته في البديع ثم اقام في حلب وتعلم هناك ملكة البلاغة والشعر واحب هناك ( علوة) المغنية الحلبية التي ذكرها كثيرا في قصائده . ثم تنقل بين البلادالسورية وإلى العراق ، وهو ميدان للقلق و الإضطراب ، و الخلافة ضعيفة لإستيلاء الأتراك على زمام الأمور . فتردد الشاعر في بغداد على دور عليتها . و اتصل بالمتوكل فحظي لديه و أصبح عنده شاعر القصر ينشد الأشعار فتغدق عليه الأموال الوافرة .
ولما قتل المتوكل ووزيره
الفتح بن خاقان لبث الشاعر في العاصمة يتقلب مع كل ذي سلطان مستجدياً ، حتى عاد سريعا إلى منبج يقضي فيها أيامه الاخيرة فأدركته الوفاة سنة (897م/284ه) ودفن في بلدته
منبج .
[تحرير] آثارهللبحتري ديوان شعر كبير طبع مراراً في القسطنطينية و دمشق ومصر و بيروت . و قد شرح أبو العلاء المعري قديماً هذا الديوان و سماه
عبث الوليد .
وللبحتري
كتاب الحماسة و
كتاب معاني الشعر .
[تحرير] شعرهالبحتري
بدوي النزعة في شعره ، ولم يتأثر الا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة . وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة .
[تحرير] غزلهغزل [[البحتري] مبتذل المعاني سطحي العاطفة ، الا ما قاله في علوة تلك المغنية التي احبها في
حلب فهو حقيقي الشعور متوثب العاطفة . وهو على كل حال عامر بالرقة و الحلاوة ، مستوفي الجمال الفني . وقد دعي البحتري ((شاعر الطيف )) لإكثاره من ذكر خيال الحبيب .
[تحرير] الرثاءأسلوب البحتري في الرثاء فخم جليل تغطي فيه العاطفة الفنية على العاطفة الحقيقية . و أحسن رثائه ما قاله في المتوكل .
كان الشاعر شديد الفخر بقومه
[تحرير] الحكماجتزأ فيها البحتري بالمعاني الشائعة القريبة المنال ، وليدة الاختبار البسيط .
[تحرير] البحتري شاعر التكسب
- المديح : يقدم لنا مديح البحتري فوائد نفسية ، و فوائد تاريخية ، و متعة أدبية .
- أما الفوائد النفسية فيطلعنا فيها الشاعر على تحرق ممدوحيه إلى الاطراء ، و على تعبده لوثن المال يضحي له بعزته و كرامته و شاعريته .
- أما الفوائد التاريخية قيقدم لنا فيها الشاعر صورة واسعة لما تقلب على مسرح السياسة اذ ذاك من أحكام و أحداث ، ومطامع و دسائس ومنافسات وحروب .
- وأما المتعة الأدبية فيوفرها لنا البحتري بجمال اسلوبه المنسجم الرقيق ، و بإظهار الرقة و اللطف في ألوان عذبة أخاذة .
</LI>
</LI>
</LI>
و قد اجتاز مدح البحتري أربعة أطوار رئيسية : الحيرة بين تقليد معاني
أبي تمام و بديع
مسلم ابن الوليد و إباحية
أبي النواس و صراحته . بدء بروز الشخصية ، ونضوج الشخصية مع المتوكل الضعف بعد المتوكل و طغيان الصنعة .
- الهجاء و العتاب : هجاء البحتري ضعيف ، أما عتابه فقد أبدى فيه حذقاً و مهارة ، و سياسة قرن فيها الرقة و اللطف إلى المؤاخذة ، و النعومة و خفة الروح إلى التأنيب و التهديد ، و ذلك كله في سهولة و حلاوة .
[تحرير] البحتري شاعر الوصف
- وصف الطبيعة : ضمن البحتري هذا الوصف لوحات عديدة جمع فيها ألواناً مختلفة من مباهج الطبيعة . و قد كانت أوصافه في الطبيعة على الإجمال قليلة الحظ من الابتكار ، تقليدية في أغلبها ، غير أن البحتري تمكن من ترقية هذا التقليد إلى درجة رفيعة من التفوق و الشخصية و الاصالة . وقد ابتدع طريقة خاصة تقوم بإختيار التفاصيل الطريفة المحسوسة لتأليف لوحات متناسقة تروع بائتلافها و تؤثر بما يبثه فيها من حياه و حركة ، وبما يجعل فيها من موسيقى رائعة .
- وصف العمران : أولع البحتري بمظاهر العمران و وصف القصور و ما إلى ذلك . وقد أبدى في وصفه براعة في تخير التفاصيل الناتئة ، و دقة في رسم تلك التفاصيل رسماً حسياً و إنفعالاً نفسياً شديداً .
</LI>