--------------------------------------------------------------------------------
أوَّاهِ ما أحلاكِ يا عُصفورةَ المَطَرِ
يا مَنْ إذا ابتَسَمَتْ شَفاكِ، سَهوتُ عنْ عُمُري
وإذا سَمِعتُكِ !..
لا البَلابلُ والعَنادلُ أطربتْني مِثلَكِ
يا زَهْرَةً ما مِنْ جِنانِ الأرضِ بُذرتُها
ورَحيقُها العَذْبُ الرَّطيبُ يُحيلُني طَيفاً سَري
يهفو فُؤادي أَنْ أَضُمَّكِ
وليكنْ، لمَّا أَضُمُكِ، بَعْدَ ذلِكَ مَصـرَعي
هَيمانُ تَائِهُ لَيسَ لي بَرٌّ سِـواكِ
وأنتِ وَحْدَكِ مَهجَعي
وأغارُ ..
أغدو كاللَّهيبِ، إذا ابتَسَمتِ لِذاهبٍ أو راجِعِ
وسيَحْضُرُ اليَومُ الَّذي سأُمَزِّقُ الإسْفَلتَ في كلِّ الشَّوارعِ .. فاسمَعي
وأُحَــــــطِّــــــمُ الجُّــــــدْرانْ
وأُكَسِّرُ الأشْجـارَ والأغْصَـانْ
وأبُثُّ في مجرى قويقٍ من دِمائي فَيَضَانْ
فتعالَي طاوعِيني
قَبْلَ أنْ يَأتي جُنوني كَانفجار ٍ مُفْجِعِ
وإسمَعيني يا حَبيبةُ، مرَّةً ثمَّ ارجِـــــعِي
فأنا عِندي كلامٌ وكلامْ
وإذا ما حالتِ الأيام بينا دُونَما أنْ تَسْمَعي ...
فَحَياتي ... سَــوف تَغدو حَسْرَةً ...
وسَتَبقى جَذْوَةُ الشَّوقِ تَلظَّى في ضُلوعي
ويُعَزِّيني أُناسي ..
إنَّما .. لا .. لَنْ يَهُونَ تَوَجُّعـي
وسَتَجْري يا حَبيبةُ – صَدِّقيني ..
مِنْ فُراقِكِ أنهُراً مِنْ أدْمُعــي
فإذا شِئتِ التَكَرُّمَ يا مَلاكي .. .. .. فَارْجِعي