لِقاءُ المَساءْ
حَدِّثني
عِنْدَما يَأْتي المَساءْ
عَنْ لُوَيْحاتِ الغُرُوبْ
واشْرَح لِي
كَيْفَ تَشْتَعِلُ السَماءْ
مِنْ لَهيبٍ في القُلوبْ
كيفَ تَنْزاحُ الروابي
كَيْفَ تُخْتَصَرُ الدُروبْ
في مَحَطَّاتِ العُيونْ
كَيْفَ تَمْتَدُ السواقي
في ارتِعاشاتِ السُهوبْ
حينَ تَرْتاحُ الجُفونْ
***
خَبِّرني
عَنْ فضاءٍ صارَ مَهْداً
خَلْفَ شُطْآن الجَنوبْ
عَنْ هَواءٍ صَارَ شَهْداً
بَيْنَ ثَغْرَينا يَذُوبْ
وامْتِزاج الريحِ لَحْناً
مِنْ شَذاكِ بالطُيوبْ
قافِلاتٌ مِنْ نَسائِمْ
حالِماتٌ بالهُبوبْ
***
لا تَخاف واصْعَد
فَوْقَ نَدفاتِ السَحابِ
واكْتُب الآهاتِ سَطْراً
مِنْ تَضاريسَ عِذابِ
وافْتَح العَيْنَينَ حَتّى
تَسْمَع هَمْسَ التُرابِ
واحْتِراقَ الشَمْسِ خَمْراً
وارتِعاشَ الأرضِ لَحْنا
في ابْتِعادٍ واقْتِرابِ
لا تخاف واصْعد
في جُنوني
كَوِّن الأشواقَ حِبْراً
واكْتُب الساعاتِ شِعْراً
مِنْ عُيوني
لا تَقول
واقْرَأ الأَشْعارَ مِنْ لَوحِ السُكونِِ
لا تَخاف واحلم
أغْمَض العَينين حَتَى
نَمْلأَ الأحَدَاقَ مِنّا
من َزَفيرِ الأرْضِ فينا
وحَديثِ البَحْرِ عَنّا
وانْصِهارِ الرَمْلِ حينَ
يَلْتَقي دِفْءَ يَدَينا
واخْتِلاجِ المَوْجِ بَوْحَاً
لِرَفيفٍ في القُلوبْ
لا تَقول
مِنْ حُروفِ الناسِ شَيْئا
اقرأني
واتْرك الأشياءََ تَجْري
واقْفل الكَونَ عَلَينا
وامْنَع عَنَا خروجاً
وامْنَع عَنْهُ الغُروبْ